الزعيم مصطفي كامل, رحلة مع الحزب الوطني 914207532



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الزعيم مصطفي كامل, رحلة مع الحزب الوطني 914207532

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الزعيم مصطفي كامل, رحلة مع الحزب الوطني

    avatar
    احمد
    عضو مميز
    عضو مميز


    اسمك الحقيقى : احمد
    ذكر الوظيفة : طالب
    اخبار مزاجك ايه؟ : تمام رايق
    العمر : 30
    عدد الرسائل : 54
    تاريخ التسجيل : 04/03/2009

    الزعيم مصطفي كامل, رحلة مع الحزب الوطني Empty الزعيم مصطفي كامل, رحلة مع الحزب الوطني

    مُساهمة من طرف احمد الجمعة 03 أبريل 2009, 7:53 pm

    انتهت الثورة العرابية بوقوع مصر فريسة الاستعمار البريطاني عام (1300هـ = 1882م)، ورغم ذلك لم يكن للاحتلال أي وضع قانوني؛ إذ كانت مصر ولاية عثمانية تتمتع باستقلال داخلي، وتخضع لحكم أسرة محمد علي باشا، واضطر هذا الأمر بريطانيا إلى أن تعلن عن أن وضعها في مصر مؤقت، وسوف ينتهي بإعادة النظام وتثبيت سلطة خديوي مصر.

    أما الشعب المصري فقد عاش بعد هزيمة العرابيين فترة من الخمول والإعياء وتضاؤل الروح الوطنية؛ فخيم على البلاد جو من الخضوع للإنجليز، وعمَّ اليأس والقنوط في نفوس كثير من الناس.

    وظن البعض أن الحركة الوطنية ماتت في نفوس المصريين؛ فتنكَّر كثيرون –خاصة من الأعيان- للحركة الوطنية، واختفت الصحافة الوطنية، وعاش المصريون فترة من عدم التوازن بينهم وبين واقعهم المرير.

    وبدأ هذا الوضع في الاختفاء التدريجي مع نمو روح المقاومة حيث ظهرت جريدة "العروة الوثقى" التي أصدرها الشيخ "جمال الدين الأفغاني" والإمام "محمد عبده".وقد تشكلت جمعية سرية من الوطنيين عُرِفَت باسم "جمعية الانتقام"، وظهرت شخصية "عبد الله النديم" خطيب الثورة العرابية، الذي أشعل بخطبه ومقالاته الوطنية النفوس، وكذلك شخصية "لطيف سليم"، الذي بثَّ الوعي الوطني في نفوس كثير من المثقفين.

    وهكذا لم يكد المصريون يلتقطون أنفاسهم من صدمة الاحتلال حتى بدءوا في المطالبة بالاستقلال بزعامة مصطفى كامل، بعدما مهد له الطريق زعماء وطنيون.

    مصطفى كامل

    ولد مصطفى في (1 رجب 1291هـ = 14 من أغسطس 1874م)، وكان أبوه "علي محمد" من ضباط الجيش المصري، وقد رُزِقَ بابنه مصطفى وهو في الستين من عمره، وعُرِف عن الابن النابه حبُّه للنضال والحرية منذ صغره؛ وهو الأمر الذي كان مفتاح شخصيته وصاحبه على مدى 34 عامًا، هي عمره القصير.

    والمعروف عنه أنه تلقى تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس، أما التعليم الثانوي فقد التحق بالمدرسة الخديوية، أفضل مدارس مصر آنذاك، والوحيدة أيضًا، ولم يترك مدرسة من المدارس إلا بعد صدام لم يمتلك فيه من السلاح إلا ثقته بنفسه وإيمانه بحقه.

    وفي المدرسة الخديوية أسس جماعة أدبية وطنية كان يخطب من خلالها في زملائه، وحصل على الثانوية وهو في السادسة عشرة من عمره، ثم التحق بمدرسة الحقوق سنة (1309هـ = 1891م)، التي كانت تعد مدرسة الكتابة والخطابة في عصره، فأتقن اللغة الفرنسية، والتحق بجمعيتين وطنيتين، وأصبح يتنقل بين عدد من الجمعيات؛ وهو ما أدى إلى صقل وطنيته وقدراته الخطابية.

    وقد استطاع أن يتعرف على عدد من الشخصيات الوطنية والأدبية، منهم: "إسماعيل صبري" الشاعر الكبير ووكيل وزارة العدل، والشاعر الكبير "خليل مطران"، و"بشارة تكلا" مؤسس جريدة "الأهرام"، الذي نشر له بعض مقالاته في جريدته، ثم نشر مقالات في جريدة "المؤيد".

    وفي سنة (1311هـ = 1893م) ترك مصطفى كامل مصر ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية؛ ليكمل بقية سنوات دراسته، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق "طولوز"، واستطاع أن يحصل منها على شهادة الحقوق، ووضع في تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس" التي تعتبر أول مسرحية مصرية، وبعد عودته إلى مصر سطع نجمه في سماء الصحافة، واستطاع أن يتعرف على بعض رجال الثقافة والفكر في فرنسا، وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه.

    وسافر مصطفى كامل إلى برلين في نطاق حملته السياسية والدعائية ضد الاحتلال البريطاني، وأصبح اسمه من الأسماء المصرية اللامعة في أوربا، وتعرَّف على الصحفية الفرنسية الشهيرة "جولييت آدم"، التي فتحت صفحات مجلتها "لانوفيل ريفو" ليكتب فيها، وقدمته لكبار الشخصيات الفرنسية؛ فألقى بعض المحاضرات في عدد من المحافل الفرنسية، وزار الدولة العثمانية وعددًا من الدول الأوربية.

    وفي عام (1316هـ = 1898م) ظهر أول كتاب سياسي له بعنوان "كتاب المسألة الشرقية"، وهو من الكتب الهامة في تاريخ السياسة المصرية. وفي عام (1318هـ = 1900م) أصدر جريدة اللواء اليومية، واهتم بالتعليم، وجعله مقرونًا بالتربية، وكان يقول: "إني أعتقد أن التعليم بلا تربية عديم الفائدة".

    عباس الثاني والحزب الوطني

    تولَّى الخديوي عباس الثاني حكم مصر في (1310هـ = 1892م) وكان عمره 17 عاما، وكان مصطفى كامل يكبره بعام واحد، وقد أراد عباس أن يستقل بالسلطة عن السيطرة الفعلية في البلاد، وهي الإنجليز؛ فبدأ عام (1313هـ = 1895م) في تأليف لجنة سرية للاتصال بالوطنيين المصريين من أجل الدعاية لقضية استقلال مصر، وفي فرنسا بصفة خاصة، وقد عُرفت باسم "جمعية أحباء الوطن السرية".

    والتقى مصطفى كامل وأحمد لطفي السيد وعدد من الوطنيين بمنزل محمد فريد، وتم تأليف "جمعية الحزب الوطني" كجمعية سرية، رئيسها الخديوي عباس، وسافر أحمد لطفي السيد إلى أوربا، والتقى ببعض المصريين هناك، وبعد عودته كتب تقريرا عن رحلته، قرر فيه أن مصر لا يمكن أن تتحرر إلا بمجهود أبنائها، وأن المصلحة الوطنية تقضي أن يرأس الخديوي الحركة.

    ويرى البعض في ذلك أزمة خطيرة صاحبت الحزب الوطني منذ بداياته الأولى؛ إذ إن نشاطه السياسي والدعائي بدأ تحت ولاية الخديوي عباس ورعايته المادية والمعنوية، والتي تأثرت بعوامل الشد والجذب بين الخديوي والإنجليز؛ فانعكست على علاقة الخديوي بالحزب الوطني، والتي انتقلت من الرعاية والصداقة إلى قطع الصلات بالحزب، بعد الفشل في ترويضه، ثم مطاردة قادته، وإغلاق صحفهم، وتعليق أنشطتهم، واتهامهم بمحاولات اغتيال.

    واتخذ أعضاء جمعية الحزب الوطني أسماء مستعارة لهم، فكان الاسم المستعار للخديوي: "الشيخ"، أما الاسم المستعار لمصطفى كامل فهو: "أبو الفدا".

    2م.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 09 مايو 2024, 1:07 am