الصحة النفسية ومعاييرها
تلاحظ الصحة النفسية من خلال قدرة الفرد على التوافق مع نفسه ومع مجتمعه الذي يعيش فيه ، فبذلك يكون قادرا على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكانياته إلى أقصى حد ممكن، ويكون قادرا على مواجهة مطالب الحياة، حيث تتلخص معايير الشخصية السوية من وجهة نظر علم النفس في الآتي:
1ـ المحور العبادي
يشكل الإيمان بالله سبحانه وتعالى والالتزام بالقيم السماوية العمود الفقري في بناء الجانب النفسي للفرد، إذ إن عدم الإيمان بالله عز وجل يترتب عليه مختلف أنماط الاضطراب السلوكي والنفسي، كما إن اقتراف الخطايا والذنوب يساهم في بناء الشخصية غير السوية لما يشوبها من هلع وجزع وتشاؤم. قال الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
2 ـ تقبل الذات
فالشخصية السوية تنسج نظرة واقعية لإمكاناتها قوة او ضعفا، بحيث تتقبل ذاتها بما هو واقعي فيها، فلا تبالغ في إمكاناتها ولا تقلل منها أيضا، فإذا بالغت في ذلك وقعت فريسة لتورم الذات، وداخلتها أوهام العظمة والكبرياء والزهو، وإذا قللت من تقديرها للذات، وقعت فريسة لمشاعر الضعة والهوان.
3 ـ تقبل الواقع
فالشخصية السوية هي التي تتعامل مع الواقع الذي تواجهه على حقيقته، فلا تتجاوزه بما هو خارج عن الحدود، ولا تتهرب منه. فإذا تجاوزت إمكانات الواقع أصبحت فريسة لتعامل وهمي أو مثالي لا حقيقة له، وإذا تهربت منه انسحبت إلى داخل ذاتها وتعطلت كل إمكاناتها التي ينبغي إن تستثمر في التعامل مع الموقف الذي تواجهه. وفي الحالتين يصبح كل من تجاوز الواقع والهروب منه سلوكا شاذا لا يتفق مع معايير الصحة النفسية.
4 ـ تقبل الآخرين
وهذا المعيار يعني إن الشخصية السوية لديها استعداد لان تخرج من أسوار ذاتها و تتجه إلى التفاعل مع الذوات الأخرى، أي أنها تتنازل عن ذاتها وتؤجل إشباع حاجاتها، وتعنى بإشباع الآخرين، بمعنى أن تُحب وأن تَحب أيضا .
هذه المهارت الاجتماعية والقدرات الفردية المختلفة، ما هي في واقعها إلا حصيلة للتفاعل بين الفرد وبيئته، تشارك التنشئة الأسرية، والعوامل الثقافية، والظروف الاجتماعية بدور بارز في تحديد معالمها ومنحى اتجاهها. فالأسرة التي تولي اهتماما للجوانب النفسية لأفرادها تكون قد سعت في تكوين شخصية فاعلة متزنة قادرة التعامل مع المتغيرات والظروف المختلفة، ومن هنا نرى الإسلام أولى جل عنايته للأسرة وحرص على استقرارها، لان ذلك يعني الحفاظ على استقرار الأجيال وحمايتهم من الاضطراب السلوكي و الضياع والانحراف.
فالطفل هو مرآة الأسرة، يتقولب وفق نظام العلاقات السائدة فيها بين الوالدين أنفسهما، وبينهما وبين أبناء المنزل الواحد، حيث تتشكل صورة الطفل عن ذاته حسبما يتركه الأبوان من بصمات على شخصيته. فقد يرى نفسه محبوبا أو منبوذا أو قد يشعر بالثقة في إمكانياته أو بالنقص والهوان. لذلك كانت الأسرة العامل الذي يستحوذ النصيب الأكبر في إكساب الأفراد العادات والاتجاهات السلوكية والاستعدادات الانفعالية، مما له الأثر على النمو النفسي والانفعالي للأفراد في باكورة حياتهم. ومن هنا رفع رواد التربية الحديثة مبدأ تربية الآباء قبل الأبناء، الأمر الذي أكده الإمام الصادق (عليه السلام) منذ زمن بعيد: (يحفظ الأبناء بصلاح آبائهم).
فالأطفال قد يجنى عليهم من قبل آبائهم ومربيهم، لما يكسبونهم بوعي منهم أو غير وعي، من مشاعر النقص وعدم الثقة والاعتمادية والعصبية، فتكون حياة الطفل مسرحا للصراعات والتوترات النفسية. فكما إن الآباء يورثون أبناءهم لون بشرتهم، فانهم يكسبونهم سمات شخصياتهم وطبيعة نفسياتهم أيضا. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما) و(رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما).
تلاحظ الصحة النفسية من خلال قدرة الفرد على التوافق مع نفسه ومع مجتمعه الذي يعيش فيه ، فبذلك يكون قادرا على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكانياته إلى أقصى حد ممكن، ويكون قادرا على مواجهة مطالب الحياة، حيث تتلخص معايير الشخصية السوية من وجهة نظر علم النفس في الآتي:
1ـ المحور العبادي
يشكل الإيمان بالله سبحانه وتعالى والالتزام بالقيم السماوية العمود الفقري في بناء الجانب النفسي للفرد، إذ إن عدم الإيمان بالله عز وجل يترتب عليه مختلف أنماط الاضطراب السلوكي والنفسي، كما إن اقتراف الخطايا والذنوب يساهم في بناء الشخصية غير السوية لما يشوبها من هلع وجزع وتشاؤم. قال الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
2 ـ تقبل الذات
فالشخصية السوية تنسج نظرة واقعية لإمكاناتها قوة او ضعفا، بحيث تتقبل ذاتها بما هو واقعي فيها، فلا تبالغ في إمكاناتها ولا تقلل منها أيضا، فإذا بالغت في ذلك وقعت فريسة لتورم الذات، وداخلتها أوهام العظمة والكبرياء والزهو، وإذا قللت من تقديرها للذات، وقعت فريسة لمشاعر الضعة والهوان.
3 ـ تقبل الواقع
فالشخصية السوية هي التي تتعامل مع الواقع الذي تواجهه على حقيقته، فلا تتجاوزه بما هو خارج عن الحدود، ولا تتهرب منه. فإذا تجاوزت إمكانات الواقع أصبحت فريسة لتعامل وهمي أو مثالي لا حقيقة له، وإذا تهربت منه انسحبت إلى داخل ذاتها وتعطلت كل إمكاناتها التي ينبغي إن تستثمر في التعامل مع الموقف الذي تواجهه. وفي الحالتين يصبح كل من تجاوز الواقع والهروب منه سلوكا شاذا لا يتفق مع معايير الصحة النفسية.
4 ـ تقبل الآخرين
وهذا المعيار يعني إن الشخصية السوية لديها استعداد لان تخرج من أسوار ذاتها و تتجه إلى التفاعل مع الذوات الأخرى، أي أنها تتنازل عن ذاتها وتؤجل إشباع حاجاتها، وتعنى بإشباع الآخرين، بمعنى أن تُحب وأن تَحب أيضا .
هذه المهارت الاجتماعية والقدرات الفردية المختلفة، ما هي في واقعها إلا حصيلة للتفاعل بين الفرد وبيئته، تشارك التنشئة الأسرية، والعوامل الثقافية، والظروف الاجتماعية بدور بارز في تحديد معالمها ومنحى اتجاهها. فالأسرة التي تولي اهتماما للجوانب النفسية لأفرادها تكون قد سعت في تكوين شخصية فاعلة متزنة قادرة التعامل مع المتغيرات والظروف المختلفة، ومن هنا نرى الإسلام أولى جل عنايته للأسرة وحرص على استقرارها، لان ذلك يعني الحفاظ على استقرار الأجيال وحمايتهم من الاضطراب السلوكي و الضياع والانحراف.
فالطفل هو مرآة الأسرة، يتقولب وفق نظام العلاقات السائدة فيها بين الوالدين أنفسهما، وبينهما وبين أبناء المنزل الواحد، حيث تتشكل صورة الطفل عن ذاته حسبما يتركه الأبوان من بصمات على شخصيته. فقد يرى نفسه محبوبا أو منبوذا أو قد يشعر بالثقة في إمكانياته أو بالنقص والهوان. لذلك كانت الأسرة العامل الذي يستحوذ النصيب الأكبر في إكساب الأفراد العادات والاتجاهات السلوكية والاستعدادات الانفعالية، مما له الأثر على النمو النفسي والانفعالي للأفراد في باكورة حياتهم. ومن هنا رفع رواد التربية الحديثة مبدأ تربية الآباء قبل الأبناء، الأمر الذي أكده الإمام الصادق (عليه السلام) منذ زمن بعيد: (يحفظ الأبناء بصلاح آبائهم).
فالأطفال قد يجنى عليهم من قبل آبائهم ومربيهم، لما يكسبونهم بوعي منهم أو غير وعي، من مشاعر النقص وعدم الثقة والاعتمادية والعصبية، فتكون حياة الطفل مسرحا للصراعات والتوترات النفسية. فكما إن الآباء يورثون أبناءهم لون بشرتهم، فانهم يكسبونهم سمات شخصياتهم وطبيعة نفسياتهم أيضا. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما) و(رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما).