الحكاية الأولى: عملية تركيب سوستة
إننى اعلم أنكم قد تسخرون منى عندما تقرءون هذه السطور، وربما تضحكون منى بملء أفواهكم، وربما تصفونى بالكذب، وقد تنعتونى بالكذب أو الجنون، ويمكن أن يرانى البعض متشائم، ويمكن أن يرانى البعض الآخر خيالى مغرم بالأساطير. كل هذا جائز ومحتمل، ولكنى رغم كل هذا فانا مقتنع بما أقول. سافرت إلى دولة أجنبية وليس فى ذلك غرابة، فمعظم شباب مصر يسافرون إلى الخارج بحثا عن لقمة العيش الطازجة بعد ان يبست لقمة العيش فى موطنهم وأصبحت لا تصلح للطعام الادمى، فاكتفينا بإطعام الدواب فى الداخل ورحل الناس بحثا عن طعامهم بالخارج.
لم تنقطع عنى الخطابات وأنا بالخارج فأهلى وأصدقائى كانوا على الدوام يبعثون إلى أشواقهم وحنينهم فى خطاباتهم،وفى يوم تلقيت رسالة من صديق لى يخبرنى فيها انه شعر فى إحدى الليالى بالآم شديدة فى بطنه مع قيء مستمر بغزارة، فنقله الأهل والجيران إلى إحدى المستشفيات القريبة من مسكنه، وبعد أن كشف الطبيب عليه شخص حالته بأنها حالة التهاب بالزائدة الدودية (المسران) ويجب إجراء عملية له فى الحال.
وبالفعل تم إجراء العملية له ولكن بمجرد أن فاق صاحبى من البنج شعر بالآم شديدة فى بطنه، فجاء إليه الطبيب مسرعا وقال معتذرا:
- أنا آسف يا أستاذ امبارح وأنا باعمللك العملية نسيت "فوطة" فى بطنك وخيطت عليها وهى اللى مسببالك الآلام دى، ولكن ولا يهمك أنا بإذن الله حاعمللك عملية ثانية واطلعللك الفوطة ... وربنا يسلك الأمور
- ودا اسمه كلام دا يا دكتور, فى دكتور فى الدنيا ينسى فوطه فى بطن مريض!
- معلش، أنا حطلعالك وحتبقى زى الفل بإذن الله ... وربنا يسلك الأمور
وتم إجراء العملية بسلام، ولكن بعد أن فاق منى البنج شعر بنفس الآلام فى بطنه فجاء إليه الطبيب مسرعا وقال:
- أنا آسف يا أستاذ امبارح وأنا بتمم على أدوات الجراحة بعد العملية اكتشفت غياب مشرط واغلب الظن أنى نسيته فى بطنك ولكن اطمن فبإذن الله حعمللك عملية ثانية قصدى تالتة واطلعلك المشرط ... وربنا يسلك الأمور
كان صاحبى ممتلئ غيظا من هذا الطبيب ولكن كل ما كان يفكر فيه فى هذه اللحظة أن يتخلص من هذه الآلام المبرحة التى تكاد أن تمزق أمعائه، فقال للطبيب وهو يجز على أسنانه
- خلاص يا دكتور اعمل العملية أنا بطنى حتتفرتك ... بس بالله عليك اوعى تنسى حاجة تانى فى بطنى.
- لا متخفش دى آخر مرة حنسى حاجة فى بطنك ولو إن بطنك عاملة زى الدولاب بتاعى، كل ما اعمللك عملية افتكرها الدولاب بتاعى. عموما أنا حاعمللك العملية واطلعللك المشرط ... وربنا يسلك الأمور.
وتم إجراء العملية له، ولكن بعد أن فاق صاحبى من البنج شعر بالآم حادة فى بطنه وجاء إليه الطبيب مسرعا وقال:
- أنت عارف الممرضة اللى كانت معايا امبارح وأنا باعمللك العملية؟
- مالها؟
- مش لقينا من امبارح
فصرخ صاحبى قائلا:
- اوعى تكون نسيتها هى كمان فى بطنى
- لا متخفش أنا ممكن انسى فى بطنك فوطة أو مشرط بس مش ممكن انسى ممرضة.
- أمال الآلام اللى فى بطنى المرة دى من إيه؟
- الحقيقة مش عارف عموما أنا حاعمللك عملية رابعة وأشوف أنا نسيت إيه المرة دى .. وربنا يسلك الأمور
- أنت مش دكتور .. على النعمة أنت يا إما جزار .. يا إما سباك
- أرجوك متغلطش
- مغلطش إيه بقه دا أنت خليت بطنى شوارع
- إذا كانت بطنك بقت شوارع ومتنفعش يتعمل فيها اى عملية فانا عندى فكرة
- إيه هى؟
- أنا حاعملك عملية تركيب سوستة فى بطنك علشان لما انسى حاجة أقوم بدل ما افتح بطنك افتح السوستة وأتلفاها بسرعة
- أنت بتهزر
- أنا مش بهزر وحفرجك على السوستة بعد ما اركبها لك
كان صاحبى يعتقد أن الدكتور يمزح معه حتى ينسيه آلامه, ويشغله عما يجده من أنين وكم كانت دهشته عندما فاق من البنج ووجد ببطنه سوسته، فظن انه يحلم فقرص نفسه فشعر بالآم القرصة وعلم انه لا يحلم. لقد صدق الدكتور وركب له سوسته فى بطنه.
جاء الدكتور يزور صاحبى بعد العملية فقال له:
- إيه رأيك فى السوستة؟
- ممتازة يا دكتور ،أنا كنت فاكرك بتهزر
- علشان تعرف انك بتتعالج عند دكتور ممتاز
- بس يا دكتور مش عارف ليه بطنى بتالمنى على خفيف
- افتح السوسته بنفسك من غير عمليه ولا حاجه
- لكن يا دكتور ممكن وأنا نايم أو أنا وراكب فى الأتوبيس أو ماشى فى الشارع حد يفتح السوسته ويلعب فى بطنى أو يسرق منها حاجة
- لا متخفش أنا عندى فكرة
- إيه؟
- ممكن تركب قفل على السوستة وتشيل المفتاح معاك
- فكرة هايلة يا دكتور
- العفو يا أستاذ ... وربنا يسلك الأمور
عندما قرأت هذه القصة فى رسالة صاحبى لم أصدقها واعتقدت انه يمزح معى حتى يسلينى فى غربتى ولكن عندما عدت إلى ارض الوطن رايتا لسوسته بنفسى على بطنت صاحبى .. وقد أعجبت بالفكرة جدا وقررت أن اركب لنفسى واحدة وانصح كل صديق لى بعمل هذه السوستة
لم تنقطع عنى الخطابات وأنا بالخارج فأهلى وأصدقائى كانوا على الدوام يبعثون إلى أشواقهم وحنينهم فى خطاباتهم،وفى يوم تلقيت رسالة من صديق لى يخبرنى فيها انه شعر فى إحدى الليالى بالآم شديدة فى بطنه مع قيء مستمر بغزارة، فنقله الأهل والجيران إلى إحدى المستشفيات القريبة من مسكنه، وبعد أن كشف الطبيب عليه شخص حالته بأنها حالة التهاب بالزائدة الدودية (المسران) ويجب إجراء عملية له فى الحال.
وبالفعل تم إجراء العملية له ولكن بمجرد أن فاق صاحبى من البنج شعر بالآم شديدة فى بطنه، فجاء إليه الطبيب مسرعا وقال معتذرا:
- أنا آسف يا أستاذ امبارح وأنا باعمللك العملية نسيت "فوطة" فى بطنك وخيطت عليها وهى اللى مسببالك الآلام دى، ولكن ولا يهمك أنا بإذن الله حاعمللك عملية ثانية واطلعللك الفوطة ... وربنا يسلك الأمور
- ودا اسمه كلام دا يا دكتور, فى دكتور فى الدنيا ينسى فوطه فى بطن مريض!
- معلش، أنا حطلعالك وحتبقى زى الفل بإذن الله ... وربنا يسلك الأمور
وتم إجراء العملية بسلام، ولكن بعد أن فاق منى البنج شعر بنفس الآلام فى بطنه فجاء إليه الطبيب مسرعا وقال:
- أنا آسف يا أستاذ امبارح وأنا بتمم على أدوات الجراحة بعد العملية اكتشفت غياب مشرط واغلب الظن أنى نسيته فى بطنك ولكن اطمن فبإذن الله حعمللك عملية ثانية قصدى تالتة واطلعلك المشرط ... وربنا يسلك الأمور
كان صاحبى ممتلئ غيظا من هذا الطبيب ولكن كل ما كان يفكر فيه فى هذه اللحظة أن يتخلص من هذه الآلام المبرحة التى تكاد أن تمزق أمعائه، فقال للطبيب وهو يجز على أسنانه
- خلاص يا دكتور اعمل العملية أنا بطنى حتتفرتك ... بس بالله عليك اوعى تنسى حاجة تانى فى بطنى.
- لا متخفش دى آخر مرة حنسى حاجة فى بطنك ولو إن بطنك عاملة زى الدولاب بتاعى، كل ما اعمللك عملية افتكرها الدولاب بتاعى. عموما أنا حاعمللك العملية واطلعللك المشرط ... وربنا يسلك الأمور.
وتم إجراء العملية له، ولكن بعد أن فاق صاحبى من البنج شعر بالآم حادة فى بطنه وجاء إليه الطبيب مسرعا وقال:
- أنت عارف الممرضة اللى كانت معايا امبارح وأنا باعمللك العملية؟
- مالها؟
- مش لقينا من امبارح
فصرخ صاحبى قائلا:
- اوعى تكون نسيتها هى كمان فى بطنى
- لا متخفش أنا ممكن انسى فى بطنك فوطة أو مشرط بس مش ممكن انسى ممرضة.
- أمال الآلام اللى فى بطنى المرة دى من إيه؟
- الحقيقة مش عارف عموما أنا حاعمللك عملية رابعة وأشوف أنا نسيت إيه المرة دى .. وربنا يسلك الأمور
- أنت مش دكتور .. على النعمة أنت يا إما جزار .. يا إما سباك
- أرجوك متغلطش
- مغلطش إيه بقه دا أنت خليت بطنى شوارع
- إذا كانت بطنك بقت شوارع ومتنفعش يتعمل فيها اى عملية فانا عندى فكرة
- إيه هى؟
- أنا حاعملك عملية تركيب سوستة فى بطنك علشان لما انسى حاجة أقوم بدل ما افتح بطنك افتح السوستة وأتلفاها بسرعة
- أنت بتهزر
- أنا مش بهزر وحفرجك على السوستة بعد ما اركبها لك
كان صاحبى يعتقد أن الدكتور يمزح معه حتى ينسيه آلامه, ويشغله عما يجده من أنين وكم كانت دهشته عندما فاق من البنج ووجد ببطنه سوسته، فظن انه يحلم فقرص نفسه فشعر بالآم القرصة وعلم انه لا يحلم. لقد صدق الدكتور وركب له سوسته فى بطنه.
جاء الدكتور يزور صاحبى بعد العملية فقال له:
- إيه رأيك فى السوستة؟
- ممتازة يا دكتور ،أنا كنت فاكرك بتهزر
- علشان تعرف انك بتتعالج عند دكتور ممتاز
- بس يا دكتور مش عارف ليه بطنى بتالمنى على خفيف
- افتح السوسته بنفسك من غير عمليه ولا حاجه
- لكن يا دكتور ممكن وأنا نايم أو أنا وراكب فى الأتوبيس أو ماشى فى الشارع حد يفتح السوسته ويلعب فى بطنى أو يسرق منها حاجة
- لا متخفش أنا عندى فكرة
- إيه؟
- ممكن تركب قفل على السوستة وتشيل المفتاح معاك
- فكرة هايلة يا دكتور
- العفو يا أستاذ ... وربنا يسلك الأمور
عندما قرأت هذه القصة فى رسالة صاحبى لم أصدقها واعتقدت انه يمزح معى حتى يسلينى فى غربتى ولكن عندما عدت إلى ارض الوطن رايتا لسوسته بنفسى على بطنت صاحبى .. وقد أعجبت بالفكرة جدا وقررت أن اركب لنفسى واحدة وانصح كل صديق لى بعمل هذه السوستة
كتبتها فى
نقطة حرس حدود الهرتواى
بالبحر الأحمر
30 – 7 - 1999
نقطة حرس حدود الهرتواى
بالبحر الأحمر
30 – 7 - 1999
عدل سابقا من قبل mr hamdy في الجمعة 20 فبراير 2009, 4:46 pm عدل 1 مرات